مقدمة:
تُعد أدهان العود من أعرق وأفخم أنواع العطور التي تجمع بين التراث والأناقة، وهي جزء لا يتجزأ من ثقافة العطر العربي. يعود تاريخها إلى مئات السنين، وتتميز بعمقها العطري وروائحها الدافئة التي تأسر الحواس وتترك أثرًا لا يُنسى. في هذا المقال، سنتعرف على أسرار صناعة أدهان العود وكيف تُحافظ هذه الصناعة على جودتها وعراقتها، لتقدم لعشاقها تجربة عطريّة فاخرة.
أصل العود وعملية استخراجه:
يبدأ مشوار أدهان العود منذ لحظة استخراج العود نفسه من شجرة “الآغار” أو “العود الهندي” الموجودة في الغابات الاستوائية، خاصةً في الهند وجنوب شرق آسيا. تُصاب الشجرة في أحيان كثيرة بالفطريات، مما يؤدي إلى تحفيز إنتاج العود داخل الجذوع والجذور. هذه العملية تستغرق سنوات طويلة، ومع مرور الوقت، تتكون الرائحة العطرية الفريدة داخل العود.
مرحلة التقطير:
للحصول على أدهان العود النقي، يمر العود بمراحل معقدة ودقيقة، تبدأ بعملية التقطير. تُستخدم قطع العود ذات الجودة العالية وتُطهى بالبخار لفترة تتراوح من عدة أيام إلى عدة أسابيع، وفقًا للنوع المطلوب والجودة المستهدفة. يُجمع البخار المحمل بالرائحة العطرية ويُكثّف ليصبح سائلاً، وبهذا نحصل على دهان العود النقي.
التصفية والتركيز:
بعد التقطير، يُترك أدهان العود ليتفاعل مع الهواء ببطء، وهو ما يضفي عليه لمسة فريدة من الثقل والتركيز في الرائحة. ويخضع الأدهان لعمليات تصفية دقيقة لضمان النقاء والجودة، حيث تُزال أي شوائب محتملة، ليبقى المنتج النهائي دهن عود صافيًا وطبيعيًا يعكس قيمة هذا العطر العريق.
التخزين والعناية:
من المعروف أن أدهان العود تزداد جمالًا وفخامة مع مرور الوقت، تمامًا كالأشياء الثمينة الأخرى. لذا، يحرص المنتجون على تخزينه في أماكن مظلمة وجافة للحفاظ على جودته ورائحته. ويُستخدم الزجاج الداكن للحفاظ على الأدهان من تأثير الضوء والحرارة، مما يساعد في إبقائه نقيًا ومركزًا لأطول فترة ممكنة.
أنواع أدهان العود:
تتعدد أنواع أدهان العود بناءً على أصل الشجرة وجودة الخشب ونوعية التقطير. على سبيل المثال، يعتبر “العود الكمبودي” و”العود الهندي” و”العود المروكي” من أبرز الأنواع، ولكل منها رائحة مميزة وتُعبر عن ذوق مختلف يناسب المناسبات الخاصة أو الاستخدام اليومي.
لماذا يُعد دهان العود استثمارًا؟
دهان العود ليس مجرد عطر فحسب، بل هو رمز للأصالة والفخامة، ولهذا يُعد استثمارًا قيّمًا يستحق كل ريال يُنفق عليه. فمع مرور الزمن، يزداد دهان العود تركيزًا وعمقًا، مما يجعله أكثر جاذبية وقيمة. وهذا ما يميز دهن العود عن العطور التقليدية الأخرى.
خاتمة:
إن أدهان العود تُجسد حكاية تراثية غنية تستمر حتى يومنا هذا، وهي انعكاس للذوق العربي الأصيل الذي يقدّر الجمال الطبيعي والموروث. ومع ازدياد شعبية العود في أنحاء العالم، فإن استمتاعك بقطرة من دهان العود هو تجربة تشبه اقتناء قطعة من التاريخ والتراث.